Monday, January 30, 2012

لم يكن الحجاج بن يوسف يحب المهلب وكان عبد الملك يبقى على المهلب حتى لا ينفرد الحجاج بالسلطان فيحرج عليه



روى الطبرى قال

في سنة سبع وسبعين وقع الاختلاف بين الأزارقة أصحاب قطري بن الفجاءة فخالفه بعضهم واعتزله وبايع عبد ربه الكبير وأقام بعضهم على بيعة قطري 

 أما المهلب فقد أقام بسابور فقاتل قطريا وأصحابه من الأزارقة بعدما صرف الحجاج عتاب بن ورقاء عن عسكره نحوا من سنة ثم إنه زاحفهم يوم البستان فقاتلهم قتالا شديدا وكانت كرمان في أيدي الخوارج وفارس في يد المهلب فكان قد ضاق عليهم مكانهم الذي هم به لا يأتيهم من فارس مادة وبعدت ديارهم عنهم فخرجوا حتى أتوا كرمان وتبعهم المهلب حتى نزل بجيرفت وجيرفت مدينة كرمان فقاتلهم بها أكثر من سنة قتالا شديدا وحازهم عن فارس كلها فلما صارت فارس كلها في يدي المهلب بعث الحجاج عليها عماله وأخذها من المهلب  فبلغ ذلك عبد الملك فكتب إلى الحجاج  : " أما بعد فدع بيد المهلب خراج جبال فارس فإنه لا بد للجيش من قوة ولصاحب الجيش من معونة ودع له كورة فسا ودرابجرد وكورة اصطخر  فتركها للمهلب فبعث المهلب عليها عماله فكانت له قوة على عدوه وما يصلحه ففي ذلك يقول شاعر الأزد وهو يعاتب المهلب ... نقاتل عن قصور درابجرد ... ونجبي للمغيرة والرقاد ... 

وكان الرقاد بن زياد بن همام رجل من العتيك كريما على المهلب 
 وبعث الحجاج إلى المهلب البراء بن قبيصة وكتب إلى المهلب : " أما بعد فإنك والله لو شئت فيما أرى لقد اصطلمت هذه الخارقة ولكنك تحب طول بقائهم لتأكل الأرض حولك وقد بعثت إليك البراء بن قبيصة لينهضك إليهم فانض إليهم إذا قدم عليك بجميع المسلمين ثم جاهدهم أشد الجهاد وإياك والعلل والأباطيل والأمور التي ليست لك عندي بسائغة ولا جائزة والسلام"   فأخرج المهلب بنيه كل ابن له في كتيبة وأخرج الناس على راياتهم ومصافهم وأخماسهم وجاء البرء بن قبيصة فوقف على تل قريب منهم حيث يراهم فأخذت الكتائب تحمل على الكتائب والرجال على الرجال فيقتتلون أشد قتال رآه الناس من صلاة الغداة إلى انتصاف النهار ثم انصرفوا فجاء البراء بن قبيصة إلى المهلب فقال له لا والله ما رأيت كبنيك فرسانا قط ولا كفرسانك من العرب فرسانا قط ولا رأيت مثل قوم يقاتلونك قط أصبر ولا أبأس أنت والله المعذور فرجع بالناس المهلب حتى إذا كان عند العصر خرج إليهم بالناس وبنيه في كتائبهم فقاتلوه كقتالهم في أول مرة 

المصدر تاريخ الطبرى

No comments:

Post a Comment