روى الطبرى قال
في سنة سبع وسبعين وقع الاختلاف بين الأزارقة أصحاب قطري بن الفجاءة فخالفه بعضهم واعتزله وبايع عبد ربه الكبير وأقام بعضهم على بيعة قطري
أما المهلب فقد أقام بسابور فقاتل قطريا وأصحابه من الأزارقة بعدما صرف الحجاج عتاب بن ورقاء عن عسكره نحوا من سنة ثم إنه زاحفهم يوم البستان فقاتلهم قتالا شديدا وكانت كرمان في أيدي الخوارج وفارس في يد المهلب فكان قد ضاق عليهم مكانهم الذي هم به لا يأتيهم من فارس مادة وبعدت ديارهم عنهم فخرجوا حتى أتوا كرمان وتبعهم المهلب حتى نزل بجيرفت وجيرفت مدينة كرمان فقاتلهم بها أكثر من سنة قتالا شديدا وحازهم عن فارس كلها فلما صارت فارس كلها في يدي المهلب بعث الحجاج عليها عماله وأخذها من المهلب فبلغ ذلك عبد الملك فكتب إلى الحجاج : " أما بعد فدع بيد المهلب خراج جبال فارس فإنه لا بد للجيش من قوة ولصاحب الجيش من معونة ودع له كورة فسا ودرابجرد وكورة اصطخر فتركها للمهلب فبعث المهلب عليها عماله فكانت له قوة على عدوه وما يصلحه ففي ذلك يقول شاعر الأزد وهو يعاتب المهلب ... نقاتل عن قصور درابجرد ... ونجبي للمغيرة والرقاد ...
وكان الرقاد بن زياد بن همام رجل من العتيك كريما على المهلب
وبعث الحجاج إلى المهلب البراء بن قبيصة وكتب إلى المهلب : " أما بعد فإنك والله لو شئت فيما أرى لقد اصطلمت هذه الخارقة ولكنك تحب طول بقائهم لتأكل الأرض حولك وقد بعثت إليك البراء بن قبيصة لينهضك إليهم فانض إليهم إذا قدم عليك بجميع المسلمين ثم جاهدهم أشد الجهاد وإياك والعلل والأباطيل والأمور التي ليست لك عندي بسائغة ولا جائزة والسلام" فأخرج المهلب بنيه كل ابن له في كتيبة وأخرج الناس على راياتهم ومصافهم وأخماسهم وجاء البرء بن قبيصة فوقف على تل قريب منهم حيث يراهم فأخذت الكتائب تحمل على الكتائب والرجال على الرجال فيقتتلون أشد قتال رآه الناس من صلاة الغداة إلى انتصاف النهار ثم انصرفوا فجاء البراء بن قبيصة إلى المهلب فقال له لا والله ما رأيت كبنيك فرسانا قط ولا كفرسانك من العرب فرسانا قط ولا رأيت مثل قوم يقاتلونك قط أصبر ولا أبأس أنت والله المعذور فرجع بالناس المهلب حتى إذا كان عند العصر خرج إليهم بالناس وبنيه في كتائبهم فقاتلوه كقتالهم في أول مرة
المصدر تاريخ الطبرى
No comments:
Post a Comment