Tuesday, May 8, 2012

لما توفي عبد الله بن ميمون القداح ادعى ولده أنه من ولد عقيل بن أبي طالب



روى المقريزى قال

لما توفي عبد الله بن ميمون القداح ادعى ولده أنه من ولد عقيل بن أبي طالب، وهم مع هذا يسترون أمرهم، ويخفون أشخاصهم
وكان ولده أحمد هو المشار إليه منهم، فتوفي وخلف ولده محمداً، ثم توفي محمد وخلف أحمد والحسين، فسار الحسين إلى سلمية، وله بها ودائع من جهة جده عبد الله القداح، ووكلاء وغلمان.

وبقي ببغداد من أولاد القداح أبو الشلعلع، وكان الحسين يدعى أنه الوصي وصاحب الأمر، والدعاة باليمن المغرب يكاتبونه، واتفق أنه جرى بحضرته حديث النساء بسلمية، فوصفوا له امرأة رجل يهودي حداد مات عنها زوجها وهي في غاية الحسن ولها ولد من الحداد يماثلها في الجمال، فأحبها وحسن موقعها منه، وأحب ولدها، وأدبه وعلمه، فتعلم العلم، وصارت له نفس عظيمة، وهمة كبيرة، 

فمن العلماء من أهل هذه الدعوة من يقول إن الإمام الذي كان بسلمية وهو الحسين مات ولم يكن له ولد، فعهد إلى ابن اليهودي الحداد وهو عبيد الله ، وعلمه أسرار الدعوة من قول وفعل، وأين الدعاة، وأعطاه الأموال والعلامات، وتقدم إلى أصحابه بطاعته وخدمته، وأنه الإمام والوصي، وزوجه ابنة عمه أبي الشلعلع، وجعل لنفسه نسبا، وهو: عبيد الله بن الحسين بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب.

وبعض الناس يقول: إن عبيد الله هذا من ولد القداح.

وقال ابن الأثير: هذه الأقوال فيها ما فيها، فيا ليت شعري، ما الذي حمل أبا عبد الله الشيعي وغيره ممن قام في إظهار هذه الدعوة حتى يخرجوا الأمر من أنفسهم ويسلموه إلى ولد يهودي ؟! وهل يسامح نفسه بهذا الأمر من يعتقده دينا يثاب عليه ؟! 

قال: فلما عهد الحسين إلى عبيد الله قال له: إنك ستهاجر بعدي هجرة بعيدة، وتلقى محنا شديدة فتوفي الحسين، وقام بعده عبيد الله، وانتشرت دعوته، وأرسل إليه أبو عبد الله رجالا من كتامة من المغرب ليخبروه بما فتح الله عليه، وأنهم ينتظرونه.

وشاع خبره عند الناس أيام المكتفي، فطلب، فهرب هو وولده أبو القاسم الذي ولي بعده وتلقب بالقائم وهو يومئذ غلام، وخرج معه خاصته ومواليه يريد المغرب، وذلك أيام زيادة الله بن الأغلب.

المصدر: اتعاظ الحنفاء للمقريزى 

No comments:

Post a Comment