Wednesday, May 30, 2012

قال الرشيد لكل واحد من ولدي علي رقيب فمسرور رقيب المأمون وجبريل بن بختيشوع رقيب الأمين وما منهم أحد إلا وهو يحصي أنفاسي ويعد أيامي ويستطيل عمري



روى الطبرى قال

وذكر عن ذي الرياستين أنه قال قلت للمأمون لما أراد الرشيد الشخوص إلى خراسان لحرب رافع لست تدري ما يحدث بالرشيد وهو خارج إلى خراسان وهي ولايتك ومحمد المقدم عليك وإن أحسن ما يصنع بك أن يخلعك وهو ابن زبيدة وأخواله بنو هاشم وزبيدة وأموالها فاطلب إليه أن يشخصك معه فسأله الإذن فأبى عليه فقلت له قل له أنت عليل وإنما أردت أن اخدمك ولست أكلفك شيئا فأذن له وسار 

فذكر محمد بن الصباح الطبري أن أباه شيع الرشيد حين خرج إلى خراسان فمضى معه إلى النهروان فجعل يحادثه في الطريق إلى أن قال له يا صباح لا أحسبك تراني أبدا قال فقلت بل يردك الله سالما قد فتح الله عليك وأراك في عدوك أملك قال يا صباح ولا أحسبك تدري ما أجد قلت لا والله قال فتعال حتى أريك قال فانحرف عن الطريق قدر مائة ذراع فاستظل بشجرة وأومأ إلى خدمه الخاصة فتنحوا ثم قال أمانة الله يا صباح أن تكتم علي فقلت يا سيدي عبدك الذليل تخاطبه مخاطبة الولد قال فكشف عن بطنه فإذا عصاية حرير حوالي بطنه فقال هذه علة أكتمها الناس كلهم ولكل واحد من ولدي علي رقيب فمسرور رقيب المأمون وجبريل بن بختيشوع رقيب الأمين وسمى الثالث فذهب عني اسمه وما منهم أحد إلا وهو يحصي أنفاسي ويعد أيامي ويستطيل عمري فإن أردت أن تعرف ذلك فالساعة أدعو بدابه فيجيئونني ببرذون أعجف قطوف ليزيد في علتي فقلت يا سيدي ما عندي في الكلام جواب ولا في ولاة العهود غير أني أقول جعل الله من يشنؤك من الجن والإنس والقريب والبعيد فداك وقدمهم إلى تلك قبلك ولا أرانا فيك مكروها أبدا وعمر بك الله الإسلام ودعم ببقائك أركانه وشد بك أرجاءه وردك الله مظفرا مفلحا على أفضل أملك في عدوك وما رجوت من ربك قال أما أنت فقد تخلصت من الفريقين قال ثم دعا ببرذون فجاؤوا به كما وصف فنظر إلى فركبه وقال انصرف غير مودع فإن لك أشغالا فودعته وكان آخر العهد به 

المصدر: تاريخ الطبرى




No comments:

Post a Comment